القائمة الرئيسية

الصفحات

نظريات التعلم (ملخص لنظريات التعلم)

 نظريات التعلم: ( ملخص لنظريات التعلم)

ملاحظة: (المقال عبارة عن تفريغ لفيديو من إعداد الأستاذ هشام قطبان على قناته على اليوتيوب: العالم الرقمي والتربوي) تجدون رابط الفيديو أسفل المقال.

في سياق الاستعداد للامتحان المهني ومباريات توظيف الأساتذة أطر الأكاديميات نقدم لكم هذا الملخص لأشهر نظريات التعلم: 

نظريات التعلم (ملخص لنظريات التعلم)


مقدمة:

المصطلح المركزي في نظريات التعلم هو التعلم والتعلم ظاهرة لأنه يتكرر مع الإنسان منذ ولادته إلى وفاته، والظاهرة في العلوم هي كل حدث يتكرر باستمرار، وبالتالي فهو ليس أمرا عشوائيا وبما انه ظاهرة لابد من قوانين تفسره، والقوانين التي تفسر التعلم هي نظريات التعلم.

وبذلك فإن نظريات التعلم هي مجموعة قوانين تفسر ظاهرة التعلم.
وفي جميع العلوم ننطلق من الظاهرة المتكررة للبحث عن القوانين التي تفسرها وانطلاقا من هذه القوانين يتم صياغة النظرية.
تعريف التعلم


فالهدف من نظريات التعلم هو البحث في ماهية التعلم وكيفية حدوثه، فلكل نظرية تصورها حول ماهية التعلم، وفي هذا الموضوع المختصر سنتحدث عن تصور كل نظرية على حدة.

النظرية السلوكية:

مركز هذه النظرية هو السلوك ويعرفه السلوكيون بأنه كل استجابة ناتجة عن مثير خارجي، ويتم التركيز عليه لأنه ملاحظ وقابل للقياس، فالسلوكيون يركزون على السلوك الملاحظ ويتغافلون العمليات الذهنية أو ما يحدث في الدماغ.

ويعرفون التعلم بأنه "تغير في سلوك الفرد"، فهم يركزن على النتيجة فقط رغم أنها لا يمكن أن تكون معيارا كافيا على حدوث التعلم، فقد تحصل على شهادة في تخصص ما دون أن تتمكن منه حق التمكن.

فالخطأ الذي سقط فيه السلوكيون هو تركيزهم على النتيجة أو السلوك وتجاهل العمليات الذهنية الداخلية، فهم لا يناقشون ما يحدث بين المثير والاستجابة بل يقفزون مباشرة إلى الحديث عن النتيجة، ومرد هذا الخطأ راجع إلى كون تجاربهم قد اقتصرت على الحيوانات دون البشر ثم أسقطوا نتائج تجاربهم على الإنسان، فماثلوا بين الظاهرة الحيوانية والظاهرة الإنسانية.

النظرية السلوكية


على أنقاظ هذه النظرية ظهرت نظرية جديدة وهي النظرية البنائية.

النظرية البنائية (بياجي)

يرى البنائيون بأن المعارف تبنى داخليا وذاتيا من طرف المتعلم، كما أنهم يركزون على العمليات الذهنية الداخلية خلافا للسلوكيين.

فالنموذج البنائي يقوم على وضع المتعلم في "وضعية مشكلة" تخلق لدى المتعلم نوعا من اللا  توازن المعرفي مما يجعله يحس بعدم كفاية ما يملك من معارف فيَخلق لديه حافزا للتعلم والبحث عن الحل، بعدها يمر إلى عمليتي " الاستيعاب والمواءمة أي استيعاب المعرفة ومواءمتها مع معارفه السابقة، عندما تجح هذه العملية نصل إلى "حل المشكل" مما يعيدنا إلى حالة التوازن المعرفي.

النظرية البنائية


وعبر هذا الانتقال يحدث التعلم أي بالانتقال من حالة التوازن المعرفي الأولى (يسميها البنائيون مستوى النضج الأولى) والمرور عبر اللا توازن للوصول إلى حالة التوازن الثانية (يسميها البنائيون مستوى النضج الثاني)

لكن البنائيين اعتبروا التعلم عملية فردية فركزوا على العمليات الذهنية الداخلية وأهملوا البعد الاجتماعي، وتدخل المحيط في عملية التعلم، وهذا ما أضافه السوسيوبنائيون.

النظرية السوسيوبنائية:

يرى السوسيوبنائيون أن التعلم يحدث في سياق اجتماعي، وأن الطفل يتعلم من خلال المقارنة بين إنجازاته وإنجازات غيره، فقدموا نموذجا سموه نموذج منطقة التعلم الوشيك:

فالمعارف الممكن تعلمها عبارة عن ثلاثة مستويات:

المستوى الأول: أشياء يتعلمها المتعلم بمفرده.

المستوى الثاني: أشياء يتعلمها بمساعدة الآخرين.

المستوى الثالث: أشياء لن يتعلمها أبدا.
النظرية السوسيوبنائية


ومنطقة تركيز السوسيوبنائيين هي المستوى الثاني وهو ما يسمونه منطقة التعلم الوشيك، فالمعارف التي سيتعلمها في هذا المستوى هي معارف قريبة منه ولكنه في حاجة إلى مساعدة لتعلمها بسهولة.

النظرية المعرفية (نظرية معالجة المعلومات)

هناك فرق بين المعلومات والمعارف، فالمعلومات موجودة في الكتب والمصادر وعندما يشتغل عليها الدماغ بالتحليل والنقد والمقارنة ومختلف العمليات الذهنية تتحول إلى معارف، فالمعرفيون يشبهون دماغ الإنسان بالحاسوب الذي يشتغل بنظام المدخلات والمخرجات، فالمدخلات هي الصور والمواقف والوثائق والأصوات والمعلومات، والمخرجات هي الفهم والإدراك والذاكرة والإنتاج الشفوي والكتابي.

ويقسم المعرفيون التعلم إلى ثلاث مراحل:
المرحلة الحسية حيث يتم التقاط المعلومات من المحيط الخارجي عن طريق الحواس، هذه المعلومات تتم معالجتها في المرحلة الثانية وهي مرحلة الذاكرة قصيرة المدى لكي تتحول إلى معارف، بعد ذلك يتم تخزين هذه المعارف في المرحلة الثالثة وهي مرحلة الذاكرة بعيدة المدى.

ويعرف المعرفيون التعلم بأن العملية التي يتم من خلالها تحويل المعلومات من البنى الخارجية إلى البنى المعرفية الداخلية.

النظرية المعرفية

لكن من بين الثغرات في هذه النظرية هو تغييبها للنظام العاطفي والنفسي والانفعالي، فتشبيه دماغ الإنسان بالحاسوب يقصي النظام النفسي والعاطفي الذي يميز الإنسان.

النظرية الجشطلتية أو الجشطالتية:

من أهم نظريات التعلم التي لا تزال موظفة بشكل كبير.

والجشطالت هو الكل المترابط الأجزاء فجسم الإنسان جشطلت والسيارة جشطلت والجملة جشطلت، فكل هذه الأشياء تتكون من عناصر مترابطة بينها وتربط بينها علاقات وظيفية، والجشطالت لا يمكن أن يقوم بوظائفه على الوجه الأمثل دون أحد عناصره كما أن هذه العناصر لا يمكن أن تشتغل بشكل جيد خارج الجشطلت، فهناك علاقات وظيفية بين هذه العناصر.
النظرية الجشطلتية


لكن ما علاقة كل هذا بالتعلم؟ هذا السؤال يجيب عنه مصطلح الاستبصار، فالاستبصار هو حدوث الفهم والتعلم عن طريق إدراك العلاقات بين الأجزاء وإعادة تنظيم عناصر الموقف التعليمي، ويعرف أيضا بأنه إدراك الفجائي للحل.

أي أن سرعة إيجاد الحل رهينة بقدرتك على إدراك العلاقات بين الأجزاء، وإعادة تنظيم الموقف التعلمي، فمثلا لكي تصلح سيارة عليك أن تكون مدركا لأجزاء السيارة والعلاقة بين هذه العناصر والأجزاء.

نظرية الذكاءات المتعددة:

وهي من بين أحدث النظريات، وتركز على مفهوم الذكاء الذي تعرفه المعاجم بكونه قدرة على التكيف مع المتغيرات لتحقيق التوازن وحل المشكلات، فالمشكل عندما يصادفك يخلق لديك نوعا من عدم التوازن فإن استطعت التكيف وتتجاوز المشكل وبالتالي استعادة التوازن فأنت إنسان ذكي.

وتصور النظريات السابقة للذكاء تصور اختزالي يختزل الذكاء في الذكاء المنطقي غالبا والذكاء اللغوي، فالمتمكنون من الرياضيات والقادرون على تعلم اللغات هم الأذكياء حسب تلك النظريات، والذي يحدث أن العديد من الموهوبين في عدة مجالات يحصلون على نقط متدنية في اختبارات الذكاء، فيحكم عليهم بالغباء، مما يستدعي إعادة النظر في اختبارات الذكاء.

أما التصور الجديد الذي قدمه هاورد جاردنر فقد انطلق من أن هناك أشخاص لهم قدرات حسحركية واجتماعية وعاطفية، ولكنهم يحصلون على نقط متدنية في اختبارات الذكاء، مما جعله يقدم تصور جديدا للذكاء حيث حصر الذكاءات في ثمانية وهي: الذكاء المنطقي الرياضي، والتفاعلي، والبصري الفضائي، واللغوي، والذاتي، والموسيقي، والحسحركي، والطبيعي، وترك اللائحة مفتوحة لإضافة ذكاءات أخرى، كما أكد أن الشخص الواحد قد يجمع بين عدة ذكاءات.

نظرية الذكاءات المتعددة


ونوعية الذكاء يجب ان تؤخذ بعين الاعتبار في تخطيط وتدبير وتقويم التعلمات، فهذه النظرية لا تهدم النظربات السابقة وإنما تقدم بعدا آخر لابد من أخذه بعبن الاعتبار أثناء التعلم.

خلاصة:

لقد حاولت هذه النظريات تقديم تصوراتها للتعلم وكيفية حدوثه اعتمادا على التطورات التي تعرفها مختلف العلوم الإنسانية لذلك فهي في تطور دائم تبعا لتطور هذه العلوم، مما يجعل كل نظرية عرضة للنقاش كلما اكتشفت ثغرة في تصورها، وهذه الثغرات تمهد لظهور نظريات جديدة.

إن الإلمام بهذه الجوانب النظرية من شأنه تجويد الممارسة الصفحة للمدرس، فهذه النظريات ليست ترفا فكريا بل إنها أساس بناء المعرفة التربوية للمدرس، فإن كان الطبيب لا يستطيع النجاح في مهنته دون التمكن من آليات اشتغال الجسم، فإن الأستاذ كذلك لا يمكنه النجاح في مهنته دون الإلمام بعلوم التربية ومستجداتها.



اقرأ أيضا: 

- بيداغوجيا التعاقد، وبيداغوجيا اللعب

 بيداغوجية حل المشكلات والبيداغوجية الفارقية.

تعليقات