تحضيرالنص المسترسل عائد إلى الميدان ( الثانية إعدادي)
المجال: القيم الوطنية الإنسانية.المكون: النصوص المسترسلة.
الكتاب المدرسي: في رحاب اللغة العربية.
نص الانطلاق:
ما لتلك السيدة العجوز
جالسة إلى جانب السرير في المستشفى، ومنديلها بيدها مبتل بأكمله بالدموع بغزارة من
عينيها الملتهبتين كالجمر؟
ليس ذلك اليوم يومها
الأول هناك، لقد جاءت أمس أيضا في مثل هذا الموعد، وجاءت كذلك أمس الأول حيث بلغها
نبأ إصابة سلمان في المعركة. وفي كل مرة كانت تنتحب بمرارة محرقة، وتنظر إلى جانب
السرير ساعات كلها قلق، لعل سلمان يصحو من غيبوبته يكلمها، يقول لها شيئا يطمئنها
إلى أن هناك أملا في عودته إلى الحياة.
ليت الطبيب يدخل فيزيل
جزعها أو ليت الممرضة تجيء لتزيل وساوسها وهواجسها.
لم تطق السيدة صبرا،
فنهضت عن مقعدها، وانسلت من باب الغرفة تبحث عن الطبيب أو الممرضة. وعند الباب
التقت بالطبيب نفسه، فجثت عند قدميه باكية ضارعة:
إنه يهذي يا دكتور ..
إنه يهذي دون انقطاع
!
فجأة انقطع الهذيان،
وهدأت حركة جسمه على السرير، فطار قلب الأم هلعا، وراحت عيناها تتنقلان جزعتين
ضارتين بين السرير وعيني الطبيب الذي أخذ يجس ، نبض سلمان صامتا.
نظر الطبيب إلى العجوز
باسما، فأشرق قلبها كأنما حملت إليها ابتسامته ألطف ما في أشعة الشمس من نور ودفء.
دكتور هل يعيش ؟!
اطمئني، سلمان بخير؛
ستكلمينه غدا
إنه أمل حياتي الوحيد
يا دكتور : لا أولاد ولا بنات، إنه الحبل الذي يشد حياتي وشيخوختي إلى البقاء
اطمني يا سيدتي، إنه
سيعيش لك.
ما كاد الطبيب يغادر
الغرفة حتى دخلت إحدى الممرضات تعلن انتهاء وقت الزيارة، فانحنت العجوز على وجه
سلمان تقبله، ثم خرجت خلف الممرضة، وعيناها الغارقتان في الدموع تنظران خلفها إلى
السرير الذي تركته يحمل أمنيتها الوحيدة الباقية في الحياة.
قبل موعد الزيارة من
بعد ظهر اليوم التالي كانت أم سلمان قد تعبت من الجلوس والوقوف في ساحة المشفى ما
إن فتح الباب لدخول الزائرين حتى أسرعت تقطع الردهة ، مهرولة، ثم تصعد السلم
لاهثة، وقلبها يخفق بشدة بين الأمل والخوف.
دفعت باب الغرفة دون
أن تتوقف لتقرعه أولا، وأسرعت إلى الداخل لتجد سلمان فاتحا عينيه، بادي اليقظة،
كأنما ينتظر دخولها، فانهمرت دموع الفرح من عينيها وانهالت عليه تقبله .
ابتسم سلمان ابتسامة
أحست معها بأن الدنيا كلها تضحك لها وتغني وترقص وقال سلمان:
لقد أقلقتك إصابتي يا
أمي، أليس كذلك؟
إنك بخير يا ولدي :
الحمد لله، الحمد لله.
نظر سلمان نظرة عميقة
إلى عيني أمه المغرورقتين بدموع الفرح، ثم أمسك بيدها فوق صدره وقال :
لكن الموت ليس مفزعا
في مثل موقفي يا أمي. إنه شهادة في سبيل شريف: سبيل الله والوطن. إن الذي يدافع عن
وطنه يعرف أنه خارج لمقابلة الموت في كل لحظة، ولذلك لا يخاف منه. انحنت العجور
على سلمان تطوقه وتقول: لا تقل هذا، لا أريد أن تموت. يجب أن تعيش لي يا ولدي، وأن
أفرح بك.
بعد ثلاثة أسابيع غادر
سلمان المستشفى وقد شفي تماما من جراحه، وكان الفرح في قلب والدته العجوز بعودته
إلى الحياة يختلط بخوفها من قرب عودته إلى الميدان.
إن الهدنة تكاد تنتهي
مدتها، ومعاودة القتال بعدها أمر لا مفر منه، والميدان في حاجة إلى كل جندي للدفاع
عن الوطن.
وقبل انتهاء الهدنة
بخمسة أيام، وقف سلمان أمام باب البيت بألبسته العسكرية يودع أممه ليعود إلى
الميدان . ولم تستطع أن تتغلب على مشاعرها، فأطلقت العنان لدموعها وهي تطوق عنقه
بذراعيها، وتلقي برأسها المكلل بالشيب على صدره.
أحس سلمان بحاجته إلى
البكاء، ولكنه جر دموعه، وقال لأمه برفق وحنان:
إن معركتنا لم تنته
بعد يا أمي. أتريدين أن يفر منها ابنك فرار الجبناء ؟ لو فررت منها لحملت شيخوختك
العار، أما إذا صمدت فيها إلى النهاية، وقضيت فيها شهيدا فسيكو شرف الشهادة لي ولك
معا . سيدعوك الناس« أم الشهيد » وسأكون فخرا لك، وللأجيال بعدك وبعدي.
وتعالی نحيب العجوز،
ورأسها يعلو ويهبط على صدره، ولكنها لم تقل شيئا. كانت كلمات سلمان تعمل في نفسها،
بينما راح هو تابع كلامه:
أنا تعلمت الشجاعة وحب
الوطن منك. لقد مات أبي وأنا طفل، وأنت عنيت بي، وكنت تروين لي قصص الأبطال
والشجعان ومغامراتهم وحروبهم، فهل تصدينني الآن وأنا أحاول أن أحقق ببطولتي أخلامك
وأحلامي مستهينا بالموت والخوف والأخطار لأحقق الخيرية لوطني والنصر لأمتي ؟ إنك
لن ترضي لي بالهزيمة، ولن تستطيعي أن تفخري بي في شيخوختك إذا فررت من الميدان
كالجبناء! رفعت العجوز رأسها من صدر سلمان ومسحت الدموع من عينيها، ثم راحت تنظر
إلى وجهه بصمت. ولم تلبث أن قالت متجلدة:
مع السلامة يا ولدي!
عذ إلى الميدان ودعني أذكرك في كل مجلس باعتزاز وفخر! إن حصتي فيك لست أكتر من حصة
وطنك وأمتك، وقد أخذت منك حصتي. فأعط وطنك وأمتك حصتهما!
فانحنى عليها سلمان
يعانقها طويلا وهو يقول
:
إنك مفخرة لي يا أمي.
الوداع.
وانفلت من بين يديها،
ومضى في طريقه عائدا إلى الميدان
.
أولا: تأطير النص:
1- صاحب النص:
هو الأديب الأردني عيسى الناعوري المزداد سنة 1918م، حصل على درجة الدكتوراه من جامعة "باليرمو" من مؤلفاته: "أخي الإنسان"، و "مهجريات"، توفي سنة 1985.
هو الأديب الأردني عيسى الناعوري المزداد سنة 1918م، حصل على درجة الدكتوراه من جامعة "باليرمو" من مؤلفاته: "أخي الإنسان"، و "مهجريات"، توفي سنة 1985.
2- مصدر النص:
النص المسترسل "عائد إلى الميدان" مقتطف من قصة تحمل نفس العنوان، صادرة عن دار الشرق العربي، من الصفحة 187 (بتصرف).
3- نوعية النص:
نص سردي يندرج ضمن مجال القيم الوطنية الإنسانية.
ثانيا: ملاحظة النص:
ثالثا: فهم النص:
1- الشروح اللغوية:
- يهذي: يخرف ويتحدث بكلام غير منطقي وغير معقول بسبب مرض أو خوف.
- انسلت: انسل من المكان خرج منه خفية.
- الهدنة: فترة يتفق فيها أطلااف الحرب على وقف كل أشكال القتال، وهي فترة تطول أو تقصر حسب توافق الطرفين، والتزامهما بالشروط.
2- الحدث الرئيس:
تقبل أم سلمان لعودته إلى أرض المعركة بعد شفائه، من أجل الدفاع عن وطنه.
3- الأحداث الجزئية:
الفقرات
|
الأحداث
|
من بداية النص
في الحياة |
خوف الأم من وفاة ابنها سلمان بسبب الإصابة وطمأنة الطبيب لها.
|
من قبل موعد
إلى.. عن الوطن
|
فرح الأم بشفاء سلمان وخوفها من قرب موعد عودته إلى ميدان المعركة.
|
من وطنيتنا
إلى... آخر النص
|
إقناع سلمان أمه بضرورة عودته إلى أرض المعركة وتقبل الأم للأمر في صبر واحتساب.
|
رابعا: تحليل نص "عائد إلى الميدان":
1- الشخصيات الرئيسية وصفاتها:
الشخصية
|
صفاتها
|
سلمان
|
محب لأمه – محب لوطنه – مستعد للشهادة
– شجاع.
|
أم سلمان
|
محبة لابنها – خائفة على ابنها –
محبة لوطنها – صبور...
|
التعليق على الجدول: إن الصفة المشتركة بين الشخصيات هي صفة "حب الوطن"، وهي صفة أساسية حركت أحداث النص ودفعت الشخصيات إلى التضحية بأعز ما تملك:
- سلمان ضحى بحضن أمه وروحه.
- العجوز ضحت بابنها الذي يشكل أملها في الحياة.
2- البنية السردية للنص:
البداية
|
عمليات التحول
|
النهاية
|
||
الحدث المحرك
|
العقدة
|
الحل
|
||
غير مذكورة
|
إصابة سلمان
|
خوف الأمن من موته
|
شفاء سلمان
|
ـــــــــــــــــ
|
قرب انتهاء الهدنة
|
رغبة سلمان في العودة إلى الميدان
|
إقناع الأم بضرورة العودة للميدان
|
عودة سلمان إلى الميدان
|
3- قيم النص:
قيمة وطنية: التضحية بالغالي والنفيس فداء للوطن
خامسا: تركيب نص "عائد إلى الميدان"
بعد إصابة ابنها سلمان في المعركة كانت العجوز تقضي معظم يومها في المستشفى في انتظار أن يفيق من غيبوبته، وبعد مدة تماثل ابنها للشفاء ففرحت به فرحت كبيرا، ولكن فرحتها لم تكتمل، إذ أن الهدنة شارفت على الانتهاء وابنها سلمان مصر على العودة إلى الميدان لمواصلة القتال، وكم كان تقبل الأمر صعبا على قلب الأم، إلا أنها في النهاية تقبلت الأمر صابرة محتسبة.
وتحضر الأم في هذه القصة كرمز لقيمة التضحية، إذ إنها ضحت بأعز ما تملك وهو ابنها الوحيد الذي يشكل أملها في الحياة، ضحت به في سبيل الوطن.
وتحضر الأم في هذه القصة كرمز لقيمة التضحية، إذ إنها ضحت بأعز ما تملك وهو ابنها الوحيد الذي يشكل أملها في الحياة، ضحت به في سبيل الوطن.
شكرا جزيلا
ردحذفلا شكر على واجب
حذفFACK YOU
حذفشكرا لكم على مساعدتكم على الذي تقدمه لنا أشكركم 👍👍👍
ردحذفكلمك على حق
حذفشكرا
ردحذفأشكرك جزيل الشكر
حذف🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰
حذفTnx
ردحذفجيد جدا
ردحذفشكرا
ردحذفشكرا لكم على مساعدتكم لنا نحن التلاميذ
ردحذفشكراً جزيلاً على موقع التواصل الاجتماعى الله تعالى وبركاته اخواني الاعزاء اعضاء المنتدى في عمرك
ردحذفMerci beaucoup
ردحذفاشكرك شكرا جزيلااااا
ردحذف
ردحذفشكرا جزيلا
شكرا لكم
ردحذفسير تقودو
ردحذفHhhhhhh
حذفويه ا ولاد القحاب
حذفشكرااا شكون لبغ يتصاحب 🥵🥵
ردحذفاه اه واش الناس مسالية
حذفشكراً
ردحذفمننممممنسنسوبربكةييويمسةسكي
ردحذفشكرا
حذفلم يعجبني هذا الموقع
ردحذفWhat a fake
ردحذفشكرن لكم
ردحذفشكرآ لكم
ردحذف